لقاء الجليل للحوار والعيش المشترك يعقد يوما دراسيا بعنوان “الهوية والانتماء والتحديات الجديدة في البلاد” في كلية مار الياس في عبلين
القيامة – عقدت “أسرة لقاء الجليل للحوار والعيش المشترك”، يوما دراسيا بعنوان “الهوية والانتماء والتحديات الجديدة في البلاد”، وذلك في قاعة كلية مار الياس في عبلين، يوم السبت 25/2/2023، وجاء هذا النشاط لتجديد عمل “لقاء الجليل” بعد فترة من الركود.
شمل برنامج اليوم الدراسي كلمات ترحيب ومداخلات قصيرة، شارك فيها كل من المطران الياس شقور، رئيس مؤسسات مار الياس في عبلين والبطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس ورئيس مجلس أمناء مركز اللقاء سابقا والشيخ فايز عزام، محاضر وباحث من عسفيا والمحامي علي رافع، محام في القضايا الشرعية والشيخ محمد شريف عودة، أمير الجماعة الأحمدية في الكبابير والكاتب زياد شليوط، منسق أعمال لقاء الجليل.
وأكد المتكلمون على أهمية تعزيز العيش المشترك والحوار بين أتباع الديانات والمذاهب، دون التغاضي عن الاختلافات والتعامل معها بحكمة وروية دون تجميل أو مداهنة، وضرورة عمل اللقاء في منطقة الجليل ونشر مبادئه وترسيخ طريقه، كما أرساها وحملها مؤسس ومدير “مركز اللقاء” المرحوم الدكتور جريس سعد خوري.
البطريرك ميشيل صباح: علينا الخروج بأمر عملي نتجاوز فيه خطاب المجاملات وهذا دور لقاء الجليل
رحب المطران الياس شقور بالحضور وأعلن مجددا عن دعمه لأعمال أسرة اللقاء في الجليل وتسخير إمكانيات كلية مار الياس لهذا الهدف. وقدم رؤية الكلية في خدمة الطلاب من مختلف الانتماءات القومية والدينية على أساس المحبة. ودعا الى تكثيف اللقاءات من أجل الحوار والتفاهم وإيجاد قاعدة مشتركة للعمل.
البطريرك ميشيل صباح: “الشعب الفلسطيني، شعب واحد، ذات أصول واحدة، فينا دياناتنا المتنوعة. إسرائيل تبحث عن السلام والأمن، وهذا لن يكون إلا بأمن وسلام الفلسطينيين. الله كلّف الإنسان أن يحرث الأرض ويكمل عمل الخالق، هذه مهمة الانسان. والدين أيّ دين، جوهره عبادة الله وحسن التعامل مع بعضنا البعض. لكن الواقع يختلف، فالصداقات بيننا ليست كاملة وشاملة. وعلينا ان نخرج من هذا اليوم بأمر عملي، نتجاوز فيه خطاب المجاملات وهذا دور لقاء الجليل”.
الشيخ فايز عزام: كما نجحنا في صنع التآخي بين أبناء الأديان فلننجح في خلق التآخي بين الأهل والإخوان
وقال الشيخ فايز عزام في كلمته: “مقابل الألفة بين الطوائف، يستشري شر مستطير وصراع مرير وحقد وضغينة في العائلة الواحدة والقرية الواحدة والطائفة الواحدة، من ظلم وتعد وتنمر ونهب وقتل واستهتار بكل القيم والأخلاق. ويجب على رجال الدين شد أوساطهم وتصويب سهامهم الى هذا الخطر الفادح الجامح، بنشر المحبة في الله والإنسانية والاهتمام بالخلاص من هذا الشر ومما أشرّ”.
وتابع: “ان الدين بقيمه ووصاياه مانع ودافع. فلنحصن موانعنا بقيم الدين الرافضة للهث وراء الثروة والبذخ والتباهي بالماديات. والعودة الى تفضيل الروحانيات على الماديات. واللطيف على الكثيف. فكما نجحنا بعونه تعالى في صنع التآخي بين أبناء الأديان فلننجح في خلق التآخي بين الأهل والاخوان”.
المحامي علي رافع، ألقى كلمة نيابة عن الشيخ رشاد أبو الهيجاء، الذي تعذر عليه الحضور لوعكة صحية، توقف فيها عن معاني السلام العادل ومنوها إلى ما تمر به البلاد من أزمات سياسية واقتصادية وقضائية وأخلاقية، داعيا الى ترسيخ طريق مركز اللقاء في المجتمع.
الشيخ محمد عودة: علينا أن ننزع فتيل الحقد والكراهية والاستعلاء على أساس الانتماء الديني أو الطائفي
الشيخ محمد شريف عودة: “رسولنا الكريم علمنا درسا بنبذ العنصرية قائلا عنها “اتركوها فإنها منتنة”. علينا أن نغير ما بأنفسنا لنغير الواقع. لقد قال الرسول “الخلق كلهم عيال الله” ولم يقل العربي أو المسلم. لو كانت مواساتي لمجموعتي الصغيرة عندها لا أختلف عن الحيوانات المفترسة في الغابة، وبدون صفة المواساة يتحول الانسان إلى وحش”. وأضاف أمير الجماعة الأحمدية قائلا: ” علينا أن ننزع فتيل الحقد والكراهية والضغينة والاستعلاء، على أساس الانتماء الديني أو الطائفي وهذا دول رجال الدين كي نستطيع بعدها اجراء تغيير في المجتمع الآخر. عندما يعمل رجل الدين في السياسة يتحول الى اقصائي كما جرى عبر التاريخ، كما حدث في الدول المسماة إسلامية واليوم في اليهودية حيث يعتبرني عبدا عنده، يسنّ قوانين بادعاء أنه يتقرب الى الله زلفى”.
الكاتب زياد شليوط، حيا عائلة الدكتور جريس خوري وقال: “أولا رسالة اللقاء أمانة سلمها لنا المرحوم د. جريس الذي لم يعتبر رسالة اللقاء ارثا شخصيا بل رسالة مجتمعية يجب ألا تموت. ثانيا ضرورة الحوار في الجليل الذي يجمع أبناء الديانات والمذاهب. نقل الرسالة إلى أبناء الجيل الصاعد. وعمل اللقاء يحتاج إلى عمل منظم وهيئات وتوزيع مهام وبحاجة إلى رؤية ورؤيا ورسم أهداف ووضع تخطيط سليم”.
ونوه إلى العلاقة مع مركز اللقاء الأم في بيت لحم ناقلا رسالة من مديره الدكتور يوسف زكنون ورئيس مجلس أمنائه المطران منيب يونان. وشكر المطران الياس شقور على دعمه الكبير لأسرة لقاء الجليل والبطريرك ميشيل صباح على دعمه المعنوي، ووسائل الاعلام التي أشارت الى اليوم الراسي وخاصة صحيفة “حيفا” و”إذاعة الشمس” وتلفزيون الجماعة الأحمدية على نقل أعمال اليوم.
الباحث السياسي، د. سليم بريك: المواطنون العرب أكبر المتضررين من سياسة وقرارات الحكومة الحالية
وفي القسم الثاني من اليوم الدراسي قدم المحاضر الجامعي والباحث في العلوم السياسية، الدكتور سليم بريك محاضرة بعنوان “التغييرات في المبنى التنظيمي للدولة وانعكاسها على المواطنين العرب”. توقف فيها عند أبرز مخاطر الانقلاب السياسي والقضائي والمدني الذي تقوم به الحكومة الحالية، وانعكاس ذلك سلبا على المواطنين العرب الذين سيتحولون الى أكبر المتضررين جراءها، خاصة وأن تأثيرهم السياسي والاقتصادي محدود. وقدم أمثلة على ذلك منها تحويل وزارة الأمن الداخلي إلى “الأمن القومي”، وأشار الى أن بن غفير لا يتبع المنظومة الأمنية العادية وتعيينه في هذا المنصب يحمل رسائل للمواطنين العرب. وانتقل الى الأسس الأيديولوجية التي تعتمد عليها الحكومة والخطوط الأساسية لها. وأعلن أن الخطر الأكبر اليوم سيطال بدو النقب والسكان العرب في المدن المختلطة.
هذا وقام بإدارة القسم الأول من اليوم الدراسي عضو اللجنة التحضيرية، الأستاذ حاتم حسون وإدارة القسم الثاني عضو اللجنة التحضيرية، الأستاذ كميل شقور. كما قدمت لجنة العمل المؤقتة هدية رمزية لسيادة المطران الياس شقور، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 17 لسيامته الأسقفية وتقديرا لدعمه الكبير لأسرة لقاء الجليل ووضع مرافق كلية مار الياس تحت تصرفها.
يذكر أن عائلة المرحوم الدكتور جريس سعد خوري من فسوطة شاركت في أعمال المؤتمر، كما شارك فيه الأب رائد أبو ساحلية والشيخ فواز حسين وعدد من أعضاء الجماعة الأحمدية، ونشيطين وأصدقاء لأسرة اللقاء من سادة وسيدات. هذا واختتم اليوم الدراسي في أجواء من التصميم على الانطلاق مجددا في مسيرة اللقاء في الجليل، والبدء قريبا بوضع خطة عمل مستقبلية وفق ما جاء من اقتراحات وتصورات المتداخلين.
لقاء الجليل للحوار والعيش المشترك يعقد يوما دراسيا بعنوان “الهوية والانتماء والتحديات الجديدة في البلاد” في كلية مار الياس في عبلين
159
previous post