عقد مركز اللقاء يوم 5 كانون ثاني 2011 اجتماعا شارك فيه عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والتربوية في محافظة بيت لحم حيث ناقش المجتمعون الاعتداءات الآثمة على الكنائس في بغداد والإسكندرية وأدان الجميع بشدة ما آلت إليه هذه الاعتداءات الهمجية وغير الأخلاقية والتي لم تقم وزنا للمبادئ السماوية ولا احترمت حرية العبادة وكرامة الإنسان. وشدد المجتمعون على اهمية التمسك بوحدتنا الوطنية في فلسطين والتي هي الصخرة التي تتحطم عليها جميع محاولات التفرقة بين ابناء شعبنا الفلسطيني الواحد.
وقد صدر عن الاجتماع بيان طالب فيه المجتمعون الحكومتين المصرية والعراقية بمتابعة التحقيق والوصول للفاعلين الذين اساؤا الى الإسلام ولسماحته وعبثوا بالوحدة الوطنية التي بناها ابناء الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين على مدى عشرات القرون.
كذلك اقترح المجتمعون عددا من التوصيات التي تحث على متابعة اقامة الندوات والاجتماعات للحديث عن الوحدة الوطنية والعيش الواحد في فلسطين وأهمية تناول الخطاب الديني لعلاقات الأخوة بين ابناء الشعب الواحد والعمل على التحضير لمؤتمر جماهيري يناقش اهمية العيش الواحد واحترام الآخر والعمل يدا بيد لتحقيق اهدافنا الوطنية المتمثلة في اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بيت لحم 5 كانون ثاني 2011
بيان شجب واستنكار
بيت لحم، 5 كانون ثاني 2011
انه من المؤسف والمحزن أن يستهلّ العام الجديد بحادث اعتداء إرهابي آثم على كنيسة القدّيسين بالإسكندرية والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى . لذا اجتمع في مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة (بيت لحم) الذي يعمل في مجال الحوار وخدمة قضايا الوطن في فلسطين والوطن العربي، عدد من ممثلي المؤسسات والشخصيات الدينية والوطنية والتربوية لمناقشة أعمال العنف الأخيرة المروعة ضد المسيحيين العرب وبخاصة في العراق ومصر. بعد استعراض عام وشامل للأمور اصدر المجتمعون بيانا أدانوا فيه بشدة ما جرى وما يجري من تجاوزات واعتداءات على الأماكن الدينية وعلى المصلين ، الأمر الذي لا يمكن قبوله أو السكوت عنه وبخاصة من جانب الحكومات التي تتكتم على هذه الأحداث، والإشارة هنا إلى ما جرى من عمل إجرامي في كنيسة النجاة في بغداد وفي كنيسة القديسين في الإسكندرية حيث ذهب ضحيته عشرات من إخوتنا الأبرياء. كذلك يطالب المجتمعون الحكومتين المصرية والعراقية ملاحقة المعتدين وأن تحققا بشكل فوري في هذه الاعتداءات وتكشفا عن مسببيها ومرتكبيها ومن يقف وراء مثيري الفتنة وان تعاقبهم وتقدمهم للمحاكمة حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تفرق الصف الوطني وتقضي على وحدته. ان هذه الأحداث الدامية الإرهابية من الدرجة الأولى وغير الأخلاقية والتي أدت إلى سقوط عدد من ابناء شعبنا العربي قد هزت ضمير كل إنسان حر . وأكد المجتمعون رفضهم إلصاق هذه الجريمة بالدين الإسلامي لأن المؤمن لا يمكن أن يشترك في عمل إرهابي وهمجي وإجرامي تزهق فيه أرواح بريئة. كما ودعا المجتمعون كافة الجهات المعنية بمصر وفي العراق سياسياً ودينياً الى التمسك بالوحدة والتآلف.
ويأمل المجتمعون من الكنائس والمساجد ومن محطات الإذاعة والتلفزيون والفضائيات والالكترونيات وجميع وسائل الإعلام أن تساهم في نشر ثقافة الحوار وتعميق أسس العيش المشترك واحترام عقيدة وحرية عبادة الآخرين، وان تكف عن تقديم بعض البرامج التي قد تتسبب في إذكاء نار الفتنة بين الديانات والطوائف وبخاصة في الوطن العربي الذي يحتاج إلى من يوحده، لا إلى من يزرع فيه بذور الفتنة والفساد؛ ويهيبون بجميع الشرفاء والأحرار بإدانة هذا التصرف المشين والاستفزازي وغير الأخلاقي والذي يزرع الحقد والكراهية في قلوب أبناء الديانات السماوية، والذي يتنافى مع مبادئ السماء ومع روح الإنجيل والقرآن السامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح والإخاء.
ان المسلمين والمسيحيين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد يستنكرون اشد الاستنكار هذا الاعتداء الغاشم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد وعلى كنيسة القديسين في الإسكندرية ، ويعلنون تمسكهم بوحدتهم الوطنية وبمبادئ العيش المشترك. ويؤكدون في الوقت نفسه على أن ذلك العمل الهمجي الجبان لن يؤثر على علاقات الأخوة التي تربطنا وتوحدنا بل إنه يزيد من حميمية العلاقات وعمق المحبة التي عشناها تاريخاً طويلاً وسنحياها إلى الأبد.
معاً مسيحيين ومسلمين لتحقيق أهدافنا في الحرية
والاستقلال وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف