Home أرشيف المركز2008 احتفال مركز اللقاء باليوبيل الفضي، 25 عاماً على تاسيسة، فندق بيت لحم

احتفال مركز اللقاء باليوبيل الفضي، 25 عاماً على تاسيسة، فندق بيت لحم

15 شباط 2008

by mPeNDayu
214 views

مركز اللقاء يحتفل بيوبيله الفضي

 

SONY DSC
SONY DSC
SONY DSC
SONY DSC
SONY DSC
SONY DSC
SONY DSC

تحت رعاية غبطة البطريرك ميشيل صباح، رئيس مجلس أمناء المركز وبحضور أعضاء المجلس أقام مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأراضي المقدسة، يوم الجمعة 15 شباط 2008 في قاعة فندق بيت لحم، احتفالاً مهيباً بيوبيله الفضي حضره حشد كبير من أعضاء وأصدقاء المركز من جميع المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية ورجال الدين المسيحيين والمسلمين ومحافظ بيت لحم والنواب ورؤساء وأعضاء البلديات وممثلو المؤسسات والجمعيات والهيئات الوطنية والدينية والاجتماعية والتربوية وممثلون لعددٍ من المؤسسات الدولية.

افتتح الاحتفال بصلاة ودعاء شارك فيهما فضيلة الشيخ عبد المجيد عطا، مفتي بيت لحم والأستاذ لورنس سمور. كانت الكلمة الأولى لرئيس مجلس أمناء مركز اللقاء، غبطة البطريرك ميشيل صباح الذي استهل كلمته بالترحيب بالحضور مؤكداً على أهمية رسالة اللقاء والحوار بين المسلمين والمسيحيين وتعزيز العلاقات الأخوية والعيش المشترك كما أشاد بدور المركز في خلق علاقات مودة بين المسيحيين والمسلمين، هذه العلاقة التي بدأت مع بدء الدعوة الإسلامية. ثم تطرق الى المعاناة والضغوطات التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة ممارسة الاحتلال والانقسام بين غزة والضفة الغربية. وشجب غبطته في كلمته الاعتداء على مكتبة جمعية الشبان المسيحية في غزة الذي حصل قبل ساعات من احتفالنا هذا. وقد قال: “سمعنا اليوم أصوات نشاز عن اضطهاد المسلمين للمسيحيين في فلسطين وهذه ليست المرة الأولى التي تتناول وسائل الاعلام هذا الحديث. بالطبع هناك هدف من هذا الكلام ألا وهو زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وفي السنوات الماضية قام أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بمحاولة للتدخل في علاقاتنا وصديناه. علاقتنا المشتركة ميسرة، وظروفنا مضطربة سياسياً، والاحتلال يولد أوضاعاً لا نرغب فيها، وعلينا أن نعرف انهم اذا سلبونا أرضنا يجب أن لا يسلبون روحنا. كما أكد غبطته على ان الانقسام الكبير بين غزة وسائر أقسام فلسطين يجب أن تعود وحدته لأن مثل هذا الوضع لا يخدم شعبنا بل يخدم الاحتلال.

وانتقل غبطته للحديث عن مسيرة مركز اللقاء، ووضع رؤية لمسيرته لربع قرن آخر لخصها في ثلاث نقاط وهي:

1. توسيع قاعدة اللقاء في فلسطين كلها، وتوسيع قاعدة المشاركين في نشاطاته وإنشاء فروع له في مدن عديدة.

2. علينا اعادة النظر في مناهجنا التربوية وبخاصة في التربية الدينية والتركيز على طريقة تربية أبنائنا تربية موضوعية وسليمة تعرض فيها دياناتنا كما هي وأن يتعرف عليها المسلم والمسيحي على السواء.

3. التعمق والقيام بأبحاث حول العلاقات الاسلامية – المسيحية تاريخياً واجتماعياً، ونظرة كل واحد للآخر.

وقدم بعده الدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء تقريراً موجزاً عن أهم أعمال وانجازات المركز على مدى ربع قرن، ومن أهمها: مؤتمرات التراث واللاهوت، مؤتمرات الشباب، إصدار مجلة “اللقاء” الفصلية باللغتين العربية والانجليزية، تنظيم الندوات الأسبوعية والإفطارات الرمضانية التي باتت تقليداً للعديد من المؤسسات، وتنظيم أمسيات بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة بمشاركة مسيحيين ومسلمين، نشر عدة كتب وأبحاث. ومن انجازات المركز تأسيس فرع له في الجليل وذلك في مؤسسات مار الياس التربوية. كما تحدث د. خوري عن رؤية المركز المستقبلية التي أكد فيها على ضرورة البحث العلمي، دور المرأة والشباب في العيش المشترك وتحديث آلية العمل لجميع نشاطات وبرامج المركز.

وهنا شكر د. خوري جميع المؤسسات المحلية والدولية، الكاثوليكية والبروتستنتية، على دعمهم لمركز اللقاء وبخاصة مؤسسة “مسيو” التي دعمت هذا المركز منذ يومه الأول وما زالت حتى هذه اللحظة. كما وشكر رئيس مجلس أمناء اللقاء والأعضاء المؤسسين والذين انضموا الى المجلس على كل جهد قد بذلوه من اجل تحقيق أهداف المركز، كما وشكر أصدقاء اللقاء وكل الذين تابعوا وشجعوا مسيرة اللقاء منذ أن تأسس وحتى اليوم. كما وشكر كل الموظفين الذين بإخلاصهم وتفانيهم ساهموا في إنجاح واستمرارية المركز. ولم ينس د. خوري مؤسسة أمرزيان للطباعة والنشر التي رافقت المركز منذ سنوات طويلة وقد قدم مديرها، السيد أسامة أمرزيان، في نهاية كلمة د. خوري درعاً مهنئاً مركز اللقاء بيوبيله الفضي.

بعد كلمة د. خوري تم عرض ضوئي لبعض نشاطات المركز طوال السنوات الماضية.

أما سماحة الشيخ د. تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين فقد حيى القائمين على المركز مؤكدا على أهمية برامج ونشاطات مركز اللقاء في العيش المشترك في فلسطين خلال ربع القرن الماضي. وقال سماحته ما يهمنا هو اننا جميعاً مواطنون متساوون وعلينا أن نكف عن تعداد نسبة المسيحيين وأن نقول أنهم أقلية. المسيحيون الفلسطينيون هم ليسوا بأقلية، هم فلسطينيون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا هو موقف الإسلام. وقال سماحته أن المسيحيين وطنيون بامتياز خاصة في فلسطين والمشرق العربي، ولا يجوز التقليل من نضالهم وكفاحهم في مقاومة الاحتلال، جنباً إلى جنب وفي خندق واحد مع المسلمين. ولا حاجة لتعداد الأسماء ويكفينا أن نستذكر شهيدنا الذي توفي مؤخراً الدكتور جورج حبش الذي كان المطلوب “رقم واحد” من سلطات الاحتلال. ولا أذيع سراً عندما أقول: أنه كان على علاقة طيبة بوالدي، عندما كان مفتياً للثورة الفلسطينية.

وتابع سماحته قائلاً: إن الاحتلال يحاول ضرب العلاقة المتميزة يسن المسيحيين والمسلمين ويجد في هذا الملف وسيلة لتفتيت الوحدة، لكن خاب أمله عندما أدركنا ما يذهب إليه وضربنا مثالاً في الوحدة الوطنية. وأقول للفصائل الفلسطينية أنها يجب أن تتعلم من هذه العلاقة المتميزة، حيث لم يقع عبر التاريخ أي خلاف بينهما على خلفية دينية طوال 15 قرناً.

أما الاستاذ الدكتور ذياب عيوش، نائب رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء، قد قال في كلمته: إن مركز اللقاء هو أول مركز للحوار على مستوى الأمة العربية، وقد ساعد نجاح التجربة الريادية للمركز على تشجيع مراكز مماثلة في لبنان والقاهرة وعمان ونحن نفخر بهذه الريادة. وكان المركز رائداً في التصدي لقضايا الأمة بالنقاش والدراسة وتحليلها وتفسيرها وخاصة ما يتعلق منها بالأمور الدينية والتراثية. وتميزت مسيرة اللقاء بعدة مزايا، أهمها: ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية، عقد المؤتمرات والندوات المحلية ومشاركته في مؤتمرات دولية آخرها مشاركته في ملتقى القدس الدولي في اسطنبول ما بين 14-17 تشرين ثاني 2007.

وتلاه البروبست د. أوفه جريبه، من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، فبارك المركز باحتفاله وقال: “إن الأكاديميين الشباب المتحمسين الذين بدأوا المشروع إبيضّ شعرهم وزادت حكمتهم، غير أن مركز اللقاء لم يفقد حيويته وضرورته، وخلافاً لكثير من المبادرات الحوارية التي انطلقت كالفطر من أرض فلسطين وإسرائيل خلال سنوات عملية أوسلو (بدعم من الأموال الأجنبية) التي يمكن أن نقول أنها توفيت، إلا ان عمل مركز اللقاء قد تجذر في المجتمع الفلسطيني”.

أما مسؤولة العلاقات الخارجية في مؤسسة “مِسيو” في مدينة آخن الألمانية، السيدة أرمغارد إكينغ، التي حضرت خصيصاً للمشاركة في احتفال اللقاء بيوبيله الفضي قد قالت: سعادتي كبيرة بحضور هذا الاحتفال لمركز اللقاء الذي رافقته “مسيو” خلال سنوات طويلة وانني سعيدة على ان دعمنا للمركز قد ساهم في نشر الوعي بين أبناء الشعب الواحد من أجل العيش المشترك بمحبة واحترام وساهم أيضا في تطوير لاهوت فلسطيني محلي يساعد المؤمنين والكنيسة المحلية في هذه الظروف الصعبة. بالطبع، أنقل اليكم تحيات زملائي في مؤسسة “مسيو” وبخاصة من د. هارالد سويرمان، المسؤول عن ملف اللقاء وأؤكد لكم استمرارية دعمنا لنشاطات المركز لأننا نؤمن برسالته ونؤمن ان الحوار بين الأديان أمرٌ ضروريٌ لمعرفة واحترام بعضنا بعضاً ومن أجل العيش المشترك بتفاهم ومحبة وسلام.

وفي نهاية البرنامج وزعت شهادات التقدير على جميع أعضاء مجلس أمناء مركز اللقاء ومنحت أوسمة للأعضاء المؤسسين تكريماً وتقديراً لهم على عملهم ومتابعتهم نشاطات وبرامج المركز. وقد تخلل الاحتفال فقرات غنائية لفرقة “أرابيلا” ورقصات شعبية قدمتها فرقة “دلال” البيتلحمية.

بعد الاحتفال دعي الجميع الى مائدة العشاء التي أقامها المركز بمناسبة يوبيله الفضي. وقد قدم كل من السيدة هنادي سوداح يونان، الدكتورة أمل جادو والمحامي علي رافع شهادات شخصية عن علاقتهم بمركز اللقاء وعن أهمية برامجه ونشاطاته وإصداراته.

وفي نهاية الاحتفال وزع كتاب بعنوان “اليوبيل الفضي لمركز اللقاء” على جميع الحضور واحتوى الكتاب على تاريخ تأسيس المركز وبرامجه ورؤيته المستقبلية وكلمات وتحيات للعديد من أعضاء وأصدقاء المركز محلياً ودولياً.

ومن الأهمية بمكان الاشارة الى ان العديد من أصدقاء اللقاء المحليين والدوليين الذين لم يتمكنوا من الحضور قد أرسلوا برقيات تهنئة للمركز بيوبيله الفضي متمنين له دوام التوفيق والنجاح.

أما الأستاذ موسى درويش، نائب مدير مركز اللقاء الذي تولى عرافة برنامج الاحتفال، قد أكد هو أيضاً على أهمية الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية المسيحية والعيش المشترك وقد أشاد بدور بعض رجال الدين كغبطة البطريرك ميشيل صباح وسماحة قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي في تعميق هذه الاخوة وترسيخ أسس العيش المشترك وتقوية الوحدة الوطنية.

Related Articles