مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة – فرع الجليل
مركز القدس للعلاقات المسيحية اليهودية
مؤتمر اللاهـوت والكنيسـة المحليـة فـي الأرض المقدسـة
الدورة الخامسة عشرة بعنــوان
من الصوم الى الفصح: رؤية كنسية في الجليل
2 شباط 2008
فـي
مؤسسات مار الياس التربوية – عبلين
برنامج المؤتمر
عقد يوم 2 شباط 2008 في كلية اللاهوت التابعة لمؤسسات مار الياس التربوية في عبلين، مؤتمر “اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة” بمبادرة من مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة/فرع الجليل، تحت عنوان:
“من الصوم الى الفصح: رؤية كنسية في الجليل”
افتتح المؤتمر أعماله بتأمل كتابي قدمه القس فؤاد داغر، راعي الكنيسة الإنجيلية في شفاعمرو، وركز على أهمية الصوم ومعانيه الروحية. وكانت المحاضرة الأولى للدكتور جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء، بعنوان: “الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي”. كانت محاضرة د. خوري غنية ومهمة بحيث تطرقت الى الصوم في الكتاب المقدس وتاريخه في العصور المسيحية الأولى وعند آباء الكنيسة الشرقيين. وقد تميزت المحاضرة بالحديث عن الصوم في التراث العربي المسيحي في العصور الوسطى عند عدد من اللاهوتيين والفلاسفة.
وبعد تناول طعام الغذاء عقدت ندوة هامة بعنوان: “الطابع الفصحي للصيام ومعنى التجسد والفصح لمسيحيي الجليل” شارك فيها المطران د. الياس شقور، مطران الروم الكاثوليك في الجليل والمطران د. بولس ماركوتسو، النائب البطريركي اللاتيني العام. وقد قال المطران الياس شقور في مداخلته: “ليس هناك حب أعظم من أن يعطي الانسان نفسه قربانا لفداء جاره. وهذه رسالة وتعليم السيد المسيح لنا، وان لم تصم لا بأس في ذلك. لكن أناشد كل مؤمن ان لا يأكل لحم أخيه الانسان.” كما ونوه الى الحضور المسيحي في البلاد رافضا نعتهم بالأقلية، بحيث انهم جزء لا يتجزأ من شعبهم. وذكر سيادته أن اليهود في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يرفضون نعتهم بالأقلية ويقولون عن أنفسهم جماعة. أما المطران ماركوتسو فتساءل عن وجود المثقفين المسيحيين في الحياة العامة ودعا الى استقطابهم وتابع قائلاً: “الكنيسة في بلادنا التزمت بالتجديد بواسطة تجديد المؤمن من خلال المخطط الرعوي العام، ولا يكون تجديد المؤمن الا اذا جدد نفسه من الداخل وذلك بواسطة: الصلاة، العمل الرعوي والصوم. وخلص الى القول ان الصوم ليس هدفا بل وسيلة، وأنه جوهر وليس مظهرا. كما واستشهد سيادته ببعض النصوص عن الصوم من التراث العربي المسيحي مؤكدا على أهمية هذا التراث وضرورة نشره.
وكانت المحاضرة الأخيرة للباحث الدكتور جوني منصور عن: “المعنى الروحي للتقاليد الشعبية حول عيد الفصح”، قدمها وأدارها الاستاذ زياد شليوط، عضو إدارة مركز اللقاء في الجليل. وتوقف المحاضر عند التقاليد الشعبية المرافقة لعيد الفصح سواء على صعيد العائلات او المجموعات الشبابية والأولاد وعلاقة تلك العادات المتوارثة والتي تكاد تنقرض بالمضمون الروحي للعيد.
وفي نهاية المؤتمر ألقى الكاتب الدكتور بطرس دلة، قصيدة من نظمه بمناسبة بدء الصوم الأربعيني وتحية لمركز اللقاء. وفي اختتام المؤتمر قرأ الدكتور جريس سعد خوري توصية المؤتمر الموجهة لرؤساء الكنائس في الأرض المقدسة لتخصيص منح دراسية تقدم لباحثين ودارسين جامعيين في مجال اللاهوت والتراث المسيحي العربي، لكشف التاريخ العربي المسيحي، ودراسة المخطوطات القديمة المخزونة في مكتبات عالمية ومحلية وشرق أوسطية، كمكتبة الفاتيكان وأديرة فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والتي تبين دور العرب المسيحيين وما قدموه للحضارة العربية بخاصة والإنسانية بعامة، الأمر الذي يساهم في تجذير الهوية العربية المسيحية ويقوي من الانتماء الى الأرض والوطن والتاريخ.