Home أرشيف المركز2007 “الصـوم فـي المسيحيـة والإسـلام”، مركـز التـراث الشعبـي- مقر الديوان، دار دكرت – بيـت ساحـور

“الصـوم فـي المسيحيـة والإسـلام”، مركـز التـراث الشعبـي- مقر الديوان، دار دكرت – بيـت ساحـور

22 آذار 2007

by mPeNDayu
200 views

مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة

بالتعـاون مـع مركـز التـراث الشعبـي- مقر الديوان، دار دكرت في بيـت ساحـور

نـدوة حـول

“الصـوم فـي المسيحيـة والإسـلام”

الخميس 22/3/2007

 

 

نظم مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة بالتعاون مع الديوان الثقافي الساحوري في بيت ساحور ندوة ثقافية حول مفهوم “الصوم في المسيحية والإسلام”. تحدث فيها كل من أ.د. ذياب عيوش، نائب رئيس مجلس أمناء مركز اللقاء و د. جريس سعد خوري، مدير مركز اللقاء، وأدار الندوة أ. د. قسطندي الشوملي الذي أشار الى أن الصوم يعتبر من أركان وأسس الديانتين السماويتين، وأشار الى ضرورة عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات بهدف توطيد العلاقات بين أبناء الشعب الواحد. كما ورحب الأستاذ يعقوب الأطرش بالحضور والمحاضرين متمنيا المزيد من التعاون بين المؤسسات الثقافية التي تهدف الى توطيد العلاقات والعيش المشترك.

 

لقد بدأ د. خوري حديثه بمقدمة عن تاريخ وتطور فكرة الصوم في المسيحية مستندا الى الكتاب المقدس، والى كتب تاريخ الكنيسة في العصور الأولى وقد ركز في هذه الفترة على صوم “الموعوظين”. ثم تطرق د. خوري الى النقاط التالية شارحا إياها باختصار:-

تقليد الصوم في الكنائس في القرون الأولى

الصوم المسيحي في بعض كتب مؤرخي العرب

الشهادات الأولى التي تتكلم عن الصوم

الصوم الأربعيني ومجمع نيقيا

مدة الصوم الأربعيني في البطريركيات الخمسة

معنى وممارسة الصوم: وهنا تطرق د. خوري انه اضافة الى التقشف والامتناع عن الأكل فالصوم يعني أيضا عفة المتزوجين، الاحجام عن الأعراس، منع الولائم، الانقطاع عن حضور المسارح، التوقف عن الدعاوى الجنائية وعن تنفيذ حكم الإعدام، العزلة، الصمت، الصلاة، الأعمال الصالحة، التوبة، الحكم بالعدل، الرحمة، الرأفة،… (زكريا، 7، 9-14).

ذكر د. خوري باختصار مفهوم الصوم عند عدد من فلاسفة ولاهوتيي العرب المسيحيين في العصور الوسطى كساويرس بن المقفع (+ ق10) وثيودور ابو قرة (825+) وسليمان الغزي (+ق10) والقديس يوحنا الدمشقي.

كما وتحدث د. خوري عن الصوم المقبول والصوم غير المقبول مستشهدا بآباء الكنيسة وبالكتاب المقدس… (يوحنا الدمشقي؛ أشعيا، 58، 3-12). وفي نهاية محاضرته تطرق د. خوري الى أنواع الصوم في المسيحية ذاكرا أنه بالاضافة الى “الصوم الأربعيني” يوجد صوم الرسل وصوم نينوى وصوم مريم العذراء وصوم الميلاد.

أما الاستاذ الدكتور ذياب عيوش فقد ألقى محاضرة بعنوان “الصوم في الاسلام” تحدث فيها عن الصوم ومكانته في الاسلام ثم شرح اركانه واطاره الزمني وبيّن من يجب عليهم الصيام ومن يعفون منه اعفاء مطلقا او بفدية او بقضاء، تم شرح اقسام الصوم وبين ان هناك ثلاثة انواع من الصيام، واختتم المحاضرة بالحديث عن المعنى الروحي للصوم في الاسلام وعن الفرق بين صيام المسلم وغيره من المؤمنين من الديانات والثقافات الاخرى، وقدم بعض التوصيات .

وعن معنى الصوم ومكانته في الاسلام بيّن الدكتور عيوش ان الصوم عبادة فرضها الله سبحانه على أمة الاسلام كما فرضها على الأمم السابقة بدلالة الآية الكريمة “يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (2: 183). كما بيّن ان الصوم يعني الامتناع عن المأكل والمشرب والجنس وسائر المفطرات من طلوع الفجر الى مغيب الشمس تعبدا لله وتقربا اليه. وبذلك يكون الصيام عبادة روحية وجسدية ترتقي بالانسان في صحته و روحه وقلبه. وهو ركن من اركان الاسلام الخمسة التي لا يقوم الا بها ولا يتم الا بها وهي: الصوم، والصلاة، والحج، والزكاة، والشهادتين. كذلك تحدث الدكتور عن فضائل الصيام واشار الى آيات قرآنية وأحاديث نبوية في هذا المعنى ومنها حديث النبي الكريم ” اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة، وغلّقت ابواب النيران، وصفّدت الشياطين”. كذلك وضّح الدكتور أركان الصوم وهي: النية التي يجب تجديدها في كل يوم صيام، والامساك عن المفطرات جميعها من طلوع الفجر الى غروب الشمس، اكمال الصيام، و الثبوت في الاسلام، و تجنب الوقوع في الكفر بانواعه الثلاثة: الكفر الاعتقادي والكفر اللفظي والكفر الفعلي.

من جهة أخرى، بيّن الدكتور عيوش أن صوم شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة شريطة أن يكون سليم العقل، وبلغ سن الرشد، وأن يكون مستقرا، وأن يكون متأكدا من أن الصيام لن يسبب له أي أذى جسمي أو عقلي. ومع ذلك ولأن الله رحيم بعباده وأن الاسلام دين الوسطية فقد أعفى من الصيام كلا من: الأطفال دون سن التمييز، والمتخلفين عقليا، وكبار السن غير القادرين على تحمل أعبائه، والمرضى، والمسافرين لمسافة خمسين ميلا أو أكثر، والمرأة الحامل والمرأة المرضع اذا كان الصيام يضر بصحتها أو بصحة مولودها، والمرأة في فترة الحيض أو النفاس، والمقاتل الذي يفطر عند مواجهة العدو حفاظا على القوة. وهناك أحكام تتعلق بكل حالة وبالحالات التي يجب فيها قضاء الصيام أو تقديم فدية وغير ذلك.

كذلك بيّن الدكتور عيوش أن الصيام ينقسم الى أربعة أنواع وهي:

1. الصيام المفروض، ويشمل صيام شهر رمضان أداء وقضاء، وصوم الكفارات، وصوم النذر.

2. الصيام المسنون ويتضمن صوم التاسع والعاشر من محرّّم، وصوم عرفة لغير الحاج الواقف في عرفة، وصوم ستة أيام من شهر شوال، وصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر من شهور السنة الهجرية وهي 13و14و15 وتسمى الأيام البيض.

3. الصيام المحرّم مثل صيام يومي الفطر والأضحى، وصيام أيام التشريق التي تعقب عيد الأضحى.

4. والصيام المكروه، كصيام يوم الجمعة منفردا، ويوم السبت منفردا، وصوم يوم عاشوراء منفردا، وصوم الدهر، وصوم الوصول أي مواصلة الصيام ليل نهار، وصوم الصمت أي الامساك عن الطعام والكلام.

وقبل نهاية المحاضرة، وضّح الدكتور المعنى الروحي للصيام في الاسلام وكيف أنه يعلّم الانسان حب الله والأمل برحمته، وقوة الضمير، والصبر، والايثار، وحب المساعدة، وقوة الارادة، وكيف يمنح الصائم روحا شفافة، ويغرس فيه الانضباط والانتماء الجماعي والثقة بالنفس والتواضع. وعن مزايا الصوم في الاسلام وضّح الدكتور أن الصوم في الاسلام ظاهرة فريدة، فهو صوم كلي وله قيمة خاصة عند الله حيث يقول سبحانه في حديث قدسي: كل عمل ابن آدم له الا الصيام فهو لي وأنا أجزي به. وفي الختام شكر الدكتور عيوش المنتدى الثقافي الساحوري على استضافته للندوة بالتعاون مع مركز اللقاء، كما شكر السيد يعقوب الأطرش والأستاذ الدكتور قسطندي الشوملي على عرافة الندوة وتقدمتهما اللطيفة ثم شكر جميع الحاضرين.

Related Articles