نظمت المؤسسات المجتمعية في المحافظة احتفالا كبيرا بمناسبة إطلاق كتابين جديدين من تأليف الباحث الدكتور جريس سعد خوري مدير مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة بعنوان “عـرب مسيحيـون” و”عـرب مسيحيـون ومسلمـون”.
واقيم الاحتفال في قاعة مركز السلام بحضور البطريرك ميشيل صباح بطريرك اللاتين في فلسطين والاردن والمطران د. الياس شقور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، والمطران جورج بكر النائب البطريركي للروم الكاثوليك في القدس الشريف والشيخ نجيب الجعبري عضو مجلس الفتوى في فلسطين ورئيس بلدية بيت لحم د. فيكتور بطارسة ورئيس بلدية بيت جالا المهندس راجي زيدان وأعضاء المجلس التشريعي فايز السقا وعيسى قراقع والدكتور برنارد سابيلا وحشد من رجال الدين ورؤساء المؤسسات في المحافظة ومسؤولي المؤسسات المنظمة للاحتفال ورجال الفكر والأدب والثقافة.
وبدأ الاحتفال بكلمة ترحيبية من د. سليم الزغبي رئيس أكاديمية بيت لحم للموسيقى مشيدا بالانجاز الذي حققه مركز اللقاء ود. خوري باصدار هذين الكتابين وما يحتويانه من معلومات قيمة تساهم في التعريف بالأرض المقدسة وحياة أبناء الشعب الفلسطيني كافة.
وكان أول المتحدثين المطران د. الياس شقور فأشار الى ان هذين الكتابين هما وثيقة دراسية للتعمق في الحوار الإسلامي – المسيحي ومبادئ التسامح والتعريف بالهوية والحوار لا يعني التلون بل التكيف مع عقلية الآخرين وعلينا السير يدا بيد للتغلب على الواقع الأليم الذي يعيشه شعبنا.
ودعا المطران شقور أبناء شعبنا للاخاء والوحدة ونبذ التعصب والتزمت والحوار والتنافس لعمل الخير ومحاربة ظاهرة الهجرة، التي سببها ضعف وضياع الهوية والانتماء لأرضنا وحضارتنا.
أما د. وليد مصطفى عميد كلية الآداب في جامعة بيت لحم فأشار في بداية عرضه للكتابين الى أهمية وجود فكر وطني وحدوي مع بروز الطائفية في الدول المجاورة وتأثيرها على فلسطين. والوحدة الوطنية هي مشروع وطني بالدرجة الأولى نتحمل المسؤولية لتجسيدها تربويا ودينيا واعلاميا وعدم استغلال الدين وتسييسه وتفسيره بشكل خاص.
ثم استعرض د. مصطفى فصول الكتابين التي تتحدث عن دور المسيحيين في الحياة الثفافية والأدبية في العصور المختلفة والعلاقات بين الاسلام والمسيحية ودراسة الوثائق التاريخية التي تبرز اسهامات المسيحيين في الحضارة العربية. ويبحث المؤلف عن جذور الوحدة والحوار لهدم الحواجز ونشر لغة الانفتاح والعيش المشترك في ظل العادات والتاريخ والتقاليد والأحلام المشتركة. (النص الكامل لمراجعة الكتاب)
أما موسى درويش مساعد نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم فقد حيا في كلمته الجرأة الأدبية للدكتور جريس سعد خوري وتناوله قضايا مثل الحوار والاخوة الاسلامية – المسيحية والتمسك بالعروبة وعدم التعصب والتحيز.
من جانبه تحدث البطريرك ميشيل صباح عن أهمية توعية المسيحيين لذاتهم في المجتمع العربي والرسالة التي يحملونها وضرورة قيام علاقة وطيدة بين أبناء الشعب الواحد لبناء مجتمع بشري واحد رغم الاختلافات.
ودعا البطريرك صباح الى تحويل الطاقات الى أعمال ايجابية وبناء العلاقات على أسس جيدة ومتينة توفر الأمن والتربية لمنع العصبية والطائفية ونشر هذه المفاهيم في جميع المواقع الحياتية.
أما النائب د. برنارد سابيلا عضو المجلس التشريعي في القدس فقد تحدث عن الحوار والاتفاق في مكة المكرمة الذي نجح في نزع فتيل الاقتتال وساعدنا على الانطلاق قدما لتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر كمثال على ضرورة الحوار واللقاء المستمرين.
وقدم د. فيكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم التهاني لمركز اللقاء بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسه ولدوره في تعميق رسالة المحبة والانسانية وعلاقات الاخوة من أبناء شعبنا ونشر ثقافة اللاهوت والتراث الاسلامي – المسيحي وخدمة قضيتنا العادلة.
وقدم د. بطارسة درع المؤسسات المنظمة للدكتور خوري تكريما له ولانجازه الهام.
واختتم الاحتفال بكلمة د. خوري ابن بلدة فسوطة الجليلية بشمال فلسطين فأكد استمرار مركز اللقاء في خدمة شعبنا المسلمين والمسيحيين من أجل تحقيق السلام العادل ونيل حقوقنا المشروعة.
وتخلل الاحتفال موسيقى شرقية قدمها د. سليمان اللوصي وعيسى حزبون وعزف على البيانو للدكتور سليم الزغبي رئيس أكاديمية بيت لحم للموسيقى الذي تولى العرافة وعرض مجموعة من الصور عن القدس من تنسيق د. وهيب الدجاني.