ان خبرتنا بالحوار العربي المسيحي الإسلامي في أرضنا المقدسة شجعت مركز اللقاء وقبل البدء في المفاوضات الرسمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين للقاء بين وفد من مركز اللقاء ووفد من رجال الدين اليهود للحوار حول مفهوم الأرض المقدسة في الديانات السماوية الثلاث. لقد كان هذا اللقاء الأول في عام 1989 في مدينة سجتونا في السويد وتحت رعاية المؤسسة السويدية “الحياة والسلام”. وبعد هذا اللقاء تمت عدة لقاءات تحت رعاية دولية لمتابعة النشاط الحواري وكان ذلك في ايطاليا، اليابان، سويسرا، النرويج، اليونان، الخ… إن هذه اللقاءات شجعت الطرفين على ان يلتقوا في أرضنا المقدسة إما في القدس أو في مركز اللقاء أو مكان آخر لمتابعة الحوار بهدف عرض وجهة النظر الدينية كما يؤمن بها أصحابها، وتجري مناقشتها بموضوعية وبعلمية بهدف التوصل الى نقاط لقاء وتفاهم. إن من أهمية هذا الحوار هو تبيان اغلاط التفسيرات الدينية المسيَّسة والتي تخدم أغراضا سياسية لطرف على حساب الطرف الآخر.
ان هذه اللقاءات أكدت على أهمية عدم تسييس الدين أو استغلاله سياسيا أو تفسيره بشكل مغلوط وخاطئ. واعتقد بان اللقاءات المتعددة خلقت صداقات مثمرة بين عدد من المؤمنين بهذه الديانات السماوية الأمر الذي يشجعنا على استمرار هذا اللقاء والحوار والعمل على تفسير كلام الله بشكل يخدم خليقة الله وخليفته على الأرض بدل أن يستغل كلام الله لطرف على حساب طرف آخر أو أن يستغله القوي ضد الضعيف والغني ضد الفقير. إننا نؤمن بأنه لا فضل لمؤمن على مؤمن آخر الا بمقدار احترامه لله سبحانه وتعالى ولتعاليمه السمحة والعادلة.