Home برامج المركزالاهوت المحلي الفلسطيني الاهوت المحلي الفلسطيني

الاهوت المحلي الفلسطيني

مؤتمر اللاهوت والكنيسة المحلية في الأرض المقدسة

by mPeNDayu
594 views

رأى عدد من رجال الدين المسيحيين والأكاديميين المهتمين بعلم اللاهوت ضرورة عقد مؤتمرات لاهوت للفلسطينيين المسيحيين بهدف بلورة لاهوت محلي فلسطيني يستطيع الإجابة على التساؤلات العديدة التي يطرحها المؤمنون وأبناء هذا الوطن. وقد ألّفت لجنة من هيئة تحرير مجلة اللقاء لبحث هذا الموضوع واتفقت على المباشرة بعقد مثل هذه المؤتمرات والتي كان أول مؤتمر لها في عام 1978.

اذن، الخصوصيات المميزة للكنيسة المحلية في الأرض المقدسة والوضع الاجتماعي والروحي الذي نعيشه، شجع مجموعة من رجال الدين والعلمانيين من مختلف الطوائف على الاجتماع والتفكير معا وبروح مسكونية مسؤولة لفهم رسالة الكنيسة المحلية ومعنى وجودها ووجه شهادتها. وقد قامت هذه المجموعة بالعمل معا على صياغة “الوثيقة الأساسية” لمفهوم ومعنى اللاهوت المحلي والتي طرحت للنقاش في مؤتمر اللاهوت الأول عام 1987، وقد حددت فيها هذه المجموعة معنى ومفهوم اللاهوت المحلي بالكلمات التالية:

“اذا كان اللاهوت المسيحي العام يساعدنا على فهم العقيدة المسيحية فهما قويما، فإنه لا يستطيع الإجابة على كل التساؤلات التي تعتمل في قلوب المؤمنين في كل زمان ومكان. والأمر طبيعي لتنوع الظروف والأوضاع التي تعيشها الجماعات المؤمنة، زمانية كانت هذه الظروف والأوضاع أم مكانية. وهنا يأتي دور اللاهوت المحلي، الذي يستوجب الفكر اللاهوتي العام الغني بالإمكانيات، في ضوء الظروف الراهنة، التي يعيشها المؤمنون، كي يجد في هذا التراث ما يساعد المؤمنين على فهم إيمانهم وصياغته وعيشه في فترة تاريخية محددة بكل ما فيها من نداءات وتحديات وأسئلة وآمال وصعوبات وتطلعات. فمن جهة، لا يريد هذا اللاهوت أن يكون إعادة ببغائية للماضي من غير مراعاة الظروف الراهنة، ولا يريد، من جهة أخرى، أن يكون لاهوتا مستحدثا يتطور بمعزل عن التيار العام للفكر المسيحي عبر العصور أو في تناقض معه. ان اللاهوت المحلي هو امتداد للفكر المسيحي العام في فترة تاريخية معينة تعيش فيها جماعة مسيحية محددة لها ظروفها الخاصة، كي يكون هذا الفكر عونا لهذه الجماعة لتعيش وفق متطلبات الحاضر.

تعيش الكنيسة المحلية في ظروف الزمان والمكان، ومنها تستمد خصوصياتها. ويأتي اللاهوت، في هذا الحيز الثقافي والحضاري، كي يلتقط هذه الخصوصيات بكل تنوعها وواقعيتها، ويبلورها، ويسبر غورها، ويلقي عليها ضوء كلمة الرب بغية أن يكتشف بين ثناياها دعوة الله لهذه الكنيسة الآن وهنا وفي هذا المكان. وفي نهاية المطاف يساعد الكنيسة على اكتشاف ذاتها التاريخية ورسالتها الواقعية في هذه المرحلة من مسيرتها الأرضية”.

هكذا بدأ مؤتمر اللاهوت في دورته الأولى عام 1987، وقد عقد مركز اللقاء الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر في شهر كانون أول 2011 بعنوان: “رؤية عربية مسيحية لمستقبل عربي وفلسطيني آخر”.

إن مؤتمر اللاهوت المحلي ساهم كثيرا في التركيز على دور الكنيسة المحلية وتوعية المؤمنين، اضافة الى تقوية العلاقات بين المسيحيين والمسلمين على ضوء المواقف اللاهوتية التي شرحها المحليون ونادوا بها. ومن جهة ثانية كان لمؤتمر اللاهوت المحلي دور كبير في تقوية العلاقات بين اللقاء وعدد من المؤسسات والكنائس الغربية الأمر الذي ساعدنا في شرح قضيتنا الوطنية وموقفنا اللاهوتي منها وتبيان المواقف اللاهوتية المغلوطة والتي ينادي بها عدد كبير من مفكري ولاهوتيي الغرب. كما ساهم مؤتمر اللاهوت في تقوية العلاقات المسكونية بين الطوائف المسيحية المتعددة في الأرض المقدسة وذلك إما بسبب التفكير بكتابة لاهوت محلي أو بسبب وجودهم معا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر أو في مشاركتهم معا في أعمال المؤتمرات أو بسبب اللقاءات المتعددة التي أوصى بها مؤتمر اللاهوت.

 

Related Articles