Home عن المركز تاريخ المركز

تاريخ المركز

في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بدأ عدد كبير من الأكاديميين ورجال الدين المسيحيين والمسلمين ملاحظة ظاهرة التعصب الديني عند بعض المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين

by mPeNDayu
296 views

الأمر الذي دفعهم للالتقاء ومناقشة هذه الظاهرة الخطرة التي من شأنها ان تفسد المجتمع بكامله ان لم يعالجها العقلاء والمسئولون. وبناء عليه عقدت في سنة 1982 عدة اجتماعات لدراسة هذه الظاهرة ولمعرفة جذورها وأسبابها، وأكد المجتمعون على أن الاحتلال هو عامل رئيس في خلق نزعات طائفية وفئوية (فرق تسد)، كما أن الحرب الأهلية في لبنان التي بدأت، منذ عام 1975 كان لها الأثر على ظهور تعصب ديني هنا وهناك في فلسطين خاصة لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية ركزت على البعد الديني وعلى أن الحرب اللبنانية هي حرب بين المسيحيين والمسلمين، علما بأن الدين لم يكن سببا في هذه الحرب، ولكن المصالح الدولية والشرق أوسطية وجدت في لبنان المكان المناسب لإلهاء الشرق بكامله في هذه الحرب التي لها أسباب كثيرة ومنها السياسية والاقتصادية. وهنا علينا أن لا ننسى أثر الثورة الإيرانية في عام 1979 على كل المنطقة حين بدأت الحركات الإسلامية تنمو بشكل ملحوظ وكان من بينها الحركات المتعصبة التي اثارت الشكوك والتساؤلات عند عدد من المسيحيين العرب في الشرق. ومن الجهة الثانية بدأت المسيحية الصهيونية تتغلغل أكثر فأكثر في شرقنا وأقامت مؤسسات تخدم مصالحها ومصالح إسرائيل وذلك بتقوية دور وسائل الإعلام التي بحوزتهم وإنشاء السفارة المسيحية الدولية في القدس وحشد الآلاف من المسيحيين الغربيين الصهاينة للتظاهر في المناسبات الدينية اليهودية في القدس معربين عن تأييدهم المطلق لإسرائيل ولسياستها خاصة وفي الأرض المحتلة. كما أن مساهمة “المسيحية الصهيونية” في جمع الأموال من الغرب والتبرع بها للمستوطنات أو بنائها أثار حفيظة الكثير من المسلمين والمسيحيين في الشرق بعامة وفي الأرض المقدسة بخاصة، اذ أنهم رأوا في نشاط المسيحيين الصهاينة استفزازا للقيم الدينية والإنسانية والوطنية.

ما ذكرته هو جزء من أسباب أخرى حفزت عددا من المسيحيين والمسلمين أكاديميين ورجال دين للعمل معا من أجل ازالة اللبس وتوضيح المواقف والتعمق في معرفة الواحد منا لدين الآخر وتقوية وحدتنا الوطنية وتفويت الفرصة على الاحتلال أو على ضعاف النفوس الذين يرغبون بزرع بذور الفتنة والطائفية في الحقل الفلسطيني.

وهكذا نشأ مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة ليكون مكانا للقاء الإنسان بالله وللقاء الإنسان بأخيه الإنسان، وهو المركز الأول من نوعه في العالم؛ لان المؤسسين هم مسيحيون ومسلمون، وهو مركز مستقل عن المؤسسات المسيحية والإسلامية، ولكنه يتعامل معهم باحترام، ويصغي إلى صوتهم عندما تدعو الحاجة.

Related Articles